الطب المسند بالبيانات (Evidence-Based Medicine – EBM)

التعريف

الطب المسند بالبيانات (Evidence-Based Medicine – EBM) هو نهج طبي يعتمد على استخدام أفضل الأدلة المتاحة لاتخاذ القرارات السريرية. فيما يلي بعض التعاريف العالمية للطب المسند بالبيانات:

تعريف ديفيد ساكيت وزملاؤه (1996)

“الاستخدام الواعي والصريح والحكيم لأفضل الأدلة الحالية في اتخاذ القرارات بشأن رعاية المرضى الأفراد”

(The conscientious, explicit, and judicious use of current best evidence in making decisions about the care of individual patients.)  

تعريف معهد الطب (IOM)

“دمج أفضل الأدلة البحثية الخارجية مع الخبرة السريرية الفردية وقيم المرضى في اتخاذ القرارات بشأن رعاية المرضى”

(The integration of best research evidence with clinical expertise and patient values in making decisions about patient care.)

تعريف مركز الطب المسند بجامعة أكسفورد

“الطب المسند هو استخدام الأدلة من البحوث في القرارات بشأن رعاية المرضى الأفراد”.

(Evidence-based medicine is the use of evidence from research in decisions about the care of individual patients.)

تعريف الرابطة الطبية الأمريكية (AMA)

“الطب المسند هو نهج لتقديم الرعاية الصحية حيث يتم دمج القرارات السريرية مع أفضل الأدلة الخارجية المتاحة من البحوث السريرية المنهجية”.

(Evidence-based medicine is an approach to health care delivery in which clinical decisions are integrated with the best available external evidence from systematic clinical research.)

المرادفات الإنجليزية الشائعة

• Evidence-based practice (EBP)
• Evidence-informed medicine
• Clinical evidence-based medicine

نقاط مشتركة بين التعاريف

التأكيد على استخدام أفضل الأدلة المتاحة.

أهمية الخبرة السريرية.

ضرورة مراعاة قيم وتفضيلات المريض.

فكرة النشأة

تعود جذور الطب المسند إلى منتصف القرن التاسع عشر، عندما بدأ الأطباء في استخدام الإحصاءات لتقييم فعالية العلاجات.

في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، ظهرت حركة الطب المسند الحديثة في جامعة ماكماستر في كندا.

كان ديفيد ساكيت هو أحد الرواد الرئيسيين في هذا المجال.

شهد الطب المسند تطورًا سريعًا في التسعينيات من القرن العشرين، مع انتشار استخدام قواعد البيانات الطبية والمراجعات المنهجية.

اليوم، أصبح الطب المسند جزءًا أساسيًا من الممارسة الطبية الحديثة

أهمية الطب المسند

تحسين جودة الرعاية الصحية

يضمن استخدام أحدث وأفضل الأدلة العلمية في تقديم الرعاية الصحية، مما يؤدي إلى نتائج أفضل للمرضى.

(Improving the quality of healthcare: Ensures the use of the latest and best scientific evidence in providing healthcare, leading to better patient outcomes.)

تقليل التباين في الممارسة السريرية

يساعد على توحيد الممارسات الطبية، وتقليل الاختلافات غير المبررة في طرق التشخيص والعلاج.

(Reducing variation in clinical practice: Helps standardize medical practices and reduce unjustified differences in diagnostic and treatment methods.)

زيادة فعالية العلاجات

يركز على استخدام العلاجات التي ثبتت فعاليتها في الدراسات العلمية، مما يزيد من فرص نجاح العلاج.

(Increasing the effectiveness of treatments: Focuses on using treatments that have proven effective in scientific studies, increasing the chances of treatment success.)

تقليل المخاطر على المرضى

يساعد على تجنب استخدام العلاجات غير الفعالة أو الضارة، مما يقلل من المخاطر التي يتعرض لها المرضى.

(Reducing risks to patients: Helps avoid the use of ineffective or harmful treatments, reducing the risks to which patients are exposed.)

توفير التكاليف

يساهم في ترشيد استخدام الموارد الصحية، وتجنب العلاجات غير الضرورية، مما يؤدي إلى توفير التكاليف.

(Cost-saving: Contributes to the rational use of healthcare resources and avoids unnecessary treatments, leading to cost savings.)

تطبيق الطب المسند في الممارسة

يعتمد تطبيق الطب المسند في الممارسة الطبية اليومية على مجموعة من العناصر الأساسية التي تهدف إلى توفير أفضل رعاية ممكنة للمرضى. إليك شرح مفصل لهذه العناصر

صياغة سؤال سريري قابل للإجابة

تبدأ العملية بتحديد مشكلة سريرية تواجه الطبيب، وتحويلها إلى سؤال محدد وواضح.

يجب أن يتضمن السؤال عناصر أساسية مثل المريض، التدخل الطبي، المقارنة، والنتيجة المرجوة (PICO).

مثال: “هل استخدام دواء (أ) أفضل من دواء (ب) في علاج ارتفاع ضغط الدم لدى المرضى المصابين بداء السكري؟”

البحث عن أفضل الأدلة

بعد صياغة السؤال، يبدأ الطبيب بالبحث عن الدراسات والأبحاث التي تجيب على هذا السؤال.

يتم استخدام قواعد البيانات الطبية مثل PubMed و Cochrane Library للوصول إلى الأدلة.

يتم التركيز على الدراسات ذات الجودة العالية مثل التجارب السريرية العشوائية والمراجعات المنهجية.

تقييم الأدلة

يجب تقييم جودة وموثوقية الأدلة التي تم العثور عليها.

يتم فحص تصميم الدراسة، حجم العينة، وجودة البيانات، والمخاطر المحتملة للتحيز.

يتم استخدام أدوات تقييم الأدلة لتقدير قوة التوصيات المستندة إلى هذه الأدلة.

4. تطبيق الأدلة في الممارسة السريرية:

يتم دمج الأدلة مع خبرة الطبيب وقيم المريض لاتخاذ القرارات السريرية.

يتم مراعاة الظروف الفردية للمريض، وتفضيلاته، والموارد المتاحة.

يتم تطبيق الأدلة بشكل عملي في تشخيص الأمراض، وصف العلاجات، وتقديم الرعاية الوقائية.

تقييم الأداء

يتم تقييم فعالية القرارات السريرية المتخذة، وتأثيرها على صحة المريض.

يتم جمع البيانات حول النتائج السريرية، ومعدلات المضاعفات، ورضا المرضى.

يتم استخدام هذه البيانات لتحسين الممارسة السريرية وتحديث التوصيات.

عناصر إضافية

الخبرة السريرية: تلعب خبرة الطبيب دورًا حاسمًا في تطبيق الأدلة، حيث تساعد في تفسير النتائج وتقييم المخاطر.

قيم المريض: يجب أن تتوافق القرارات السريرية مع قيم وتفضيلات المريض، وأن يتم إشراكه في عملية اتخاذ القرار.

الموارد المتاحة: يجب مراعاة الموارد المتاحة في المؤسسة الصحية، والتأكد من أن تطبيق الأدلة يتناسب مع هذه الموارد.

أهمية الطب المسند في الممارسة الطبية اليومية

تحسين جودة الرعاية الصحية.

تقليل التباين في الممارسة السريرية.

زيادة فعالية العلاجات.

تقليل المخاطر على المرضى.

توفير التكاليف.

مثال عملي على طريقة البحث باستخدام PICO في حالة نخرة جافة في الورك لشاب يبلغ من العمر 21 عامًا

1. صياغة سؤال البحث باستخدام PICO:

P (Patient/Problem): شاب يبلغ من العمر 21 عامًا مصاب بنخرة جافة في الورك.

I (Intervention): ما هي أفضل التدخلات العلاجية؟ (مثل العلاج الجراحي، العلاج الدوائي، العلاج الطبيعي).

C (Comparison): مقارنة بين التدخلات العلاجية المختلفة (مثل مقارنة العلاج الجراحي بالعلاج الدوائي).

O (Outcome): ما هي النتائج المرجوة؟ (مثل تحسين وظيفة الورك، تقليل الألم، منع تفاقم النخرة).

بناءً على ذلك، يمكن صياغة سؤال البحث كالتالي:

• “في شاب يبلغ من العمر 21 عامًا مصابًا بنخرة جافة في الورك، هل العلاج الجراحي أكثر فعالية من العلاج الدوائي في تحسين وظيفة الورك وتقليل الألم؟”

2. البحث عن الأدلة:

باستخدام سؤال البحث المصاغ باستخدام PICO، يمكن البحث في قواعد البيانات الطبية مثل PubMed و Cochrane Library.

يمكن استخدام الكلمات المفتاحية مثل “نخرة جافة في الورك”، “شباب”، “علاج جراحي”، “علاج دوائي”، “نتائج”.

يجب التركيز على الدراسات ذات الجودة العالية مثل التجارب السريرية العشوائية والمراجعات المنهجية.

3. تقييم الأدلة:

بعد العثور على الدراسات ذات الصلة، يجب تقييم جودتها وموثوقيتها.

يجب فحص تصميم الدراسة، حجم العينة، وجودة البيانات، والمخاطر المحتملة للتحيز.

يمكن استخدام أدوات تقييم الأدلة لتقدير قوة التوصيات المستندة إلى هذه الأدلة.

4. تطبيق الأدلة في الممارسة السريرية:

بناءً على الأدلة التي تم العثور عليها وتقييمها، يمكن للطبيب اتخاذ قرار بشأن أفضل خيار علاجي للمريض.

يجب مراعاة الظروف الفردية للمريض، وتفضيلاته، والموارد المتاحة.

يجب شرح الخيارات العلاجية للمريض ومشاركته في عملية اتخاذ القرار.

5. تقييم الأداء:

يجب متابعة حالة المريض وتقييم فعالية العلاج.

يجب جمع البيانات حول النتائج السريرية، ومعدلات المضاعفات، ورضا المريض.

يمكن استخدام هذه البيانات لتحسين الممارسة السريرية وتحديث التوصيات.

معلومات إضافية:

نخرة جافة في الورك (Avascular necrosis of the hip) هي حالة مرضية تحدث نتيجة نقص التروية الدموية إلى رأس عظم الفخذ، مما يؤدي إلى موت الخلايا العظمية وتدهور المفصل.

يمكن أن تحدث نخرة جافة في الورك نتيجة عدة عوامل، مثل استخدام الكورتيكوستيرويدات، وإصابات الورك، وأمراض الدم.

يعتمد علاج نخرة جافة في الورك على شدة الحالة وعمر المريض.

تشمل خيارات العلاج العلاج الدوائي، والعلاج الطبيعي، والعلاج الجراحي.

Home